كتب / مهندس: محمد علي سراج الدين
أذأ تأملنا في هذا الكون لابد أن ننبهر بمهندس الكون الأعظم الذي أتقن كل شئ صنعا سبحانه فخلق السموات و الأرض بتلك الدقة الحسابية التي يعجز حتي الأن العقل البشري عن كشف الكثير من خباياها هو الأعجاز .
و الشخص العالم بذلك الجزء اليسير من ما توفر لدينا من العلوم يتعاظم لديه ذلك الأعجاز ، فالمهندس الذي درس القوانين الهندسية و الحسابات يتعاظم لديه ذلك الأعجاز عند التأمل في الكون الذي يسير بأدق الحسابات و القوانين .
العديد من المفكرين و الأدباء درسوا الهندسة و قادتهم للأنصراف لأهتمام عميقة أخري .
عندما يذكر المهندسين الأدباء يتبادر الي الذهن المبدع الأشهر دستويفسكي كان مهندسا لكن عرفه العالم مبدعا قال عنه أبو الطب النفسي فرويد “كلما أنتهي من كتابة بحث عن حالة نفسية أجد دستويفسكي قد كتب عنها في رواياته ” وعندما سئل أينشتاين عن عبقري القرن الماضي قال انه “الروائي دستويفسكي”. من أعماله “الجريمة و العقاب ” و ” الأخوة كرامازوف ” .
كان دستويفسكي في كل رواية يظهر ذلك الجانب المظلم من الأنسان ذلك الجانب القبيح القذر فينا كان يقول لنا ليس هذا زمن القديسين .
اعتقد ان دستويفسكي كان يبحث في تركيب تلك النفس البشرية شديدة التعقيد تلك النفس التي تبني و تدمر كأنه يقول أليس من المؤلم أن نحيا و نموت دون أن نفهم طبعة تلك النفس البشرية .
المهندس الثاني مفكرا سوداني هو المفكر محمود محمد طه هو أيضا مهندس خريج كلية غردون التزكارية أسس مع أخرين” الحزب الجمهوري السوداني” كحزب سياسي يدعو للأستقلال . صاحب مجموعة من الأفكار الدينية و السياسية التي تسمي بالفكر الجمهوري و قد أخذ عليه الكثير من العلماء أصحاب المذاهب المختلفة و عارضوا أفكاره و أتهموه بالردة عن الأسلام . وقد تم محاكمته مرتين بهذه التهمة أعدم في المرة الأخيرة في عهد “الرئيس النميري”.
توغل محمود محمد طه في التصوف الديني و الفكر السياسي و محاولا المزج بينهما كانت تلك الأفكار كل الأفكار التي طرحها محمود في ذلك الوقت كانت أفكارا نيرة تساعد المجتمع و تعمل علي تقدمه و لكن أفكاره لقيت معارضة شديدة حملات تكفير له و أتهامات بالردة .
كانت أفكار محمود تدور حول الأنسان الكامل و التعمق في تلك الروح و السمو علي الماديات واصفا اياها بالضعف و الوهن .
من مؤلفاته” الرسالة الثانية من الأسلام ” و ” الماركسية في الميزان ” و أخري .
المهندس الثالث مهندس معماري خريج جامعة الخرطوم من كتاب الرواية الحديثة في السودان له كتابات صحفية أيضا
أتخذ الأسلوب الحديث للرواية و ذلك البعد السياسي الذي يطغي علي كل الأعمال فالسياسة هي التي تشكل العالم الأن . في لقاء صحفي معه يتبين لنا ذلك من خلال قوله ” العالم الخارجي يتخلق و يكون من خلال أرادتنا ووعينا به وليس بمحض صدفة بحتة ” و من خلال فن الرواية فضح عماد البليك تلك المجتمعات و عراها من زيف الأعلام التلميعي .تعرض عماد البليك في رواياته أيضا للهجرة و قسوة الأوطان ، وكان لقضايا الأرهاب نصيبها أيضا في رواياته حيث أنها هي التي شكلت ما يحدث في العالم الأن . عماد البليك رجل موغل في التفاصيل فهو لا يحدثك عن تفجير برجي التجارة العالميين و لكن يحدثك عن احدهم يأتي لألمانيا فيكتشف أنه يشبه منفذ عملية التفجير لتقوده التفاصيل بعد ذلك إلي الحقيقة . عماد يكتب عن عالم حقيقي ستعيشه أو ربما عشته قبل ذلك . يجاوب علي تساؤلات سبق أن طرحناها .
من مؤلفاته ” شاورما ” و “ماما ميركل ” ” الأنهار العكرة ” .
